الجاهليه لاتعني انعدام العدل والاخلاق والمعرفه فقط وانما تشمل معاني اوسع مثل الخضوع لضغوط الانفعال والاستسلام لقوة العاطفه ومن دون الاحتكام الى رجاحة العقل وحجة المنطق وقد يكون من معانيها السفه والغضب والنزق وتدعى الفترة التي سبقت الاسلام بالجاهليه وكان يُقْصَدُ بها جهل الناس بالدين الحنيف والمنهج القويم واتباعهم ضلالات الهوى في النفس وضلالات البشر من عبادة الاوثان وغيرها وتحدد بالفترة من انقطاع الوحي بعدرفع سيدنا عيسى عليه السلام الى هبوط الوحي ثانية على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم .  ولكن عادات العرب في الجاهليه او قبل الاسلام كان فيها العادات السيئه كما ان فيها العادات الحسنه اوجزها بالتالي

العادات السيئه

اهمها عبادة الاوثان والشرك بالله الواحد ؛ و منها القمار المعروف بالميسر   شرب الخمر والاجتماع عليها والتباهي بها ؛ الزنا المُعْلَنْ ونكاح الاستبضاع وهو أن تحيض امرأة الرجل منهم فتطهر فيطلب لها أشراف الرجال وخيارهم نسباً وأدباً ليطؤوها من أجل   أن تنجب ولداً يرث صفات الكمال التي يحملها أولئك الواطئون لها ؛ وأد البنات وهي أن يدفن الرجل ابنته بعد ولادتها حية في التراب خوف العار ؛ قتل   الأولاد مطلقاً ذكوراً أو إناثاً، وذلك في عند وجود فقر وحالة مجاعة أو لمجرد توقع حدوثه ؛ تبرّجُ النساء بخروج المرأة كاشفة عن محاسنها مارّة بالرجال الأجانب متغنَّجه في مشيتها متكسِّرة كأنها تعرض نفسها وتُغري بها غيرها ؛  اتخاذ الحرائر من النساء الأخدان من الرجال وذلك بالاتصال بهم وتبادل الحب معهم في السر وهم أجانب عنهن ؛ العصبية القبلية ؛ شن الغارات والحروب عل بعضهم بعضاً للسلب والنهب فالقبيلة القوية تغير على الضعيفة ليسلُبها مالها ؛ ومعظم تلك العادات امر الاسلام بتركها بالتشريع المباشر او بالتدريج وكان الرسول وصحابته اول المطبّقون لتعاليم الاسلام

العادات الحسنه

الصدق والمراد به صدق الحديث وهو خلق كريم عُرف به العرب ؛ قِرى الضيف وهو إطعامه، وهو من الكرم الذي يحمد صاحبه عليه ، ويحمد له ويثنى به عليه ؛ الوفاء بالعهود وعدم نكثها ومهما كلفت من ثمن وهو خلق سام شريف ؛  احترام الجوار وتقرير مبدأ الحماية لمن طلبها، وعدم خفره مهما كانت الأحوال ؛ الصبر والتحمل حتى قالوا : تجوع الحُرَّة ولا تأكل بثديها الشجاعة والنجدة والأنفه وعدم قبول الذل والمهانة وهي خصال امتاز بها العرب نساءً ورجالاً، وفي أشعارهم وأقاصيصهم شواهد ذلك ؛ احترام الحرم والأشهر الحرم ، ولو كانوا ذوي سوابق في الشر؛ تحريمهم نكاح الأمهات والبنات ؛ اغتسالهم من الجنابة ؛  المداومة على المضمضة والاستنشاق ؛ السواك والاستنجاء، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط ؛ الختان للأطفال والخفاف للبنات ؛  قطعهم يد السارق اليمنى ؛ الحج والعمرة وغيرها من الخصال الانسانيه النبيله والتي جاءت تعاليم الاسلام الحنيف لتؤكدها وتوصي بها

فاذا استعرضنا تلك العادات الحسنه والسيئه قبل الاسلام مع وضعنا الحالي فاننا سنجد وللأسف الشديد إننا اهملنا واضعنا العادات الحسنه وثبتنا العادات السيئه ولذلك فإن وضعنا كمسلمين وعرب يدعو للرثاء والازدراء ولن يستقيم وضعنا  إلاّ العوده إلى فطرتنا كإناس تجمعنا الاعراف التي ورثناها بانسانيتنا ونضيف عليها القوانين اللإهيه متمثله بالشرع الاسلامي الحنيف والذي ابتعدنا عنه فابعدنا الله عن رحمته  فسالت دمائنا بايدينا واكثرنا من التصنيفات التي تفرقنا ولاتجمعنا وظهرت بيننا الفرق والنحل باسم الاسلام وهي ابعد خلق الله عن الاسلام وفطرته الحنيفه

ظهر الفساد في البر والبحر وكثرت الفتن وانتشرت المعاصي وتفشى الكذب بيننا وتفكك المجتمع واضعنا كل ماهو جميل وانجرفنا الى كل ماهو سيئ وساد النفاق والحسد وغيرها من العادات السيئه وصرنا نعيش في عصر ماقبل الجاهلية الاولى والعياذ بالله

 وندسور

محمد جبر في 19 نوفمبر 2015م