0103

البارحه كنت اقرأ مجلة “فوربس” العدد الاخير واعجبني مقال عن مداخيل المشاهير الغربيين من الميتين فمثلاً المغني مايكل جاكسون والذي توفي عام 2009 بلغ دخله 160 مليون دولار العام الماضي.  الفيس بريسلي والذي توفى عام 1977 بلغ دخله العام الماضي 55 مليون وجون لينون الذي توفي 1980 دخله 12 مليون دولار العام الماضي

قد يقول البعض ان هذا من وهم الخيال ولكنه الواقع والسبب هو ببساطه النظم والقوانين التي تحفظ حقوق الملكيه للانسان سواء في حياته أومماته كما ان الثروات التي يخلفها المتوفى تستثمر في مشاريع تدر ارباحاً على الورثه والمجتمع وذلك بإتباع انظمة إيكال الخبز للخباز والاستثمار لذوي الاختصاص

سرح بي الخيال الى واقعنا العربي والإسلامي واليمني بصورة خاصه وتذكرت الاموال المنهوبه من الدوله والافراد والشركات في حياتهم او بعد مماتهم.  تذكرت المباني والشركات المؤممه في عدن تحت شعارات مستورده شكلاً ومضموناً.  وتذكرت الاراضي والاموال المنهوبه من قبل عصابات أسمت انفسها بالثوار والقيادات وحماية الوطن والثوره والوحده …. الخ

تذكرت تلك الافواه الجائعه والمكبوده وهي ترى ممتلكاتها تتناقله الايادي وهم لايستطيعون ان يسترجعوها حتى تواروا الثرى وبدون ان يلقوا الانصاف.  تذكرت حاملي الملفات في أروقة الدوائر الحكوميه وهم يبحثون عن استرجاع حقوقهم الضائعه من اموال منهوبه ووظائف مسلوبة ووطن مغدور به وغُرَزْ الخناجر في جميع جوانبه وسيموت هؤلاء وستندثر وتتقطع ملفاتهم بدون اي انصاف

استرجعت من الذكره سيل جارف من الموظفين والقضاة الفاسدين و ادارجهم وجيوبهم المفتوحه لتلقي الرشاوى والقلم الذي يخط انتزاع الحقوق لاعطائها للغير والحق لمن يدفع اكثر.  تذكرت كل هذا ورأيت امام ناظري المسلمون وهم رافعي اياديهم لله عزّ وجل طالبين منه المساعده والمعونه والانقاذ ولكن لامجيب

بعد مقالة البارحه عرفت السبب لماذا ربنا لاينظر الينا بينما يأخذ بيد الغربيين ويساعدهم وهم من وجهة نظرنا كافرون.  السبب إنهم لايظلمون بعضهم البعض.  السبب إنهم لايأكلون حقوق غيرهم الاحياء منهم او الاموات

ولاحول ولاقوة إلاّ بالله العلي العظيم

محمد جبر

وندسور 11 نوفمبر 2013