خير مانبدأ به هو كلام الله بصوت الصوت الملائكي الذي لايتكرر في سورة الفيل

قال صلى الله عليه وسلم : (استفت نفسك وإن أفتاك الناس وأفتوك) وهذا يعني انه لا يجوز العمل بمجرد فتوى المفتي اذا لم تطمئن النفس به وحاك في الصدر من القبول …… وذلك حسب تفسير ابن القيم رحمه الله للحديث الشريف .

وقال احد حاخامات الدين اليهود عندما سئل عن كيفية معرفة الحلال من الحرام في الاعمال ….. فقال ” ان وجدت انه لا ضرر في اتيان هذا العمل على نفسك او على غيرك فهو الحلال بعينه وان ساورك أي شك في مضرته فهو حرام “

والمتتبع بإمعان في الوصايا العشر لبني اسرائيل التي احضرها موسى من الله عز وجل وموجودة في المسيحيه لوجدت ان مضمونهن موجود ايضا في الاسلام ولو تمعنت اكثر لوجدت ان جوهر الاديان السماويه المعروفه هو واحد. وهو الاقرار بوحدانية الله عز وجل والتسليم له وحده وعبادته وإتباع تعليماته على لسان انبيائه ورسله ثم عدم الاضرار بالغير سواء كان بشرا او حيوانا او نباتا او حتى جمادا .

وحتى العقائد الاخرى المارقة عن الدين وعن عبادة الله الواحد فأنه ليس من حقنا محاسبتهم وتصنيفهم فقال الله عز من قائل في الاية 17 من سورة الحج ” انَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”

سبب هذه المقدمه الدينيه هو التطرق الى حاضرنا العربي والإسلامي وما نعانيه من مشاكل سببها الرئيسي هو فهمنا الخاطئ لجوهر الدين او بسبب تراث منقول الينا بالخطأ مما جعل ممارساتنا تجاه بعضنا البعض او تجاه غيرنا تعج بالأخطاء والشراسة.  فالمتتبع اليوم لما يدور في حواضرنا العربية والاسلاميه من اقتتال وفتن وتفرقه هو التطبيق لهذا الفهم الخاطئ لتعاليم الدين .  وقد سبقنا الى هذا الفهم الخاطئ الشعوب الاخرى من مسيحيين ويهود وغيرهم وعند ادراكهم العميق بعد التجارب المأساويه لم يجدوا حلا″ إلا  بإراحة التدخل الديني في مضمار حياتهم اليوميه وكانت البداية لانطلاقاتهم للتطور في هذه الدنيا .

وبالمناسبة فهذه دعوة رجاء مني للجميع بإراحة الدين من التدخل في شؤون الدنيا والالتزام فقط بجوهر الدين من عبادات وعدم ايذاء الغير .  ويحضرني هنا قول عبدالمطلب جد رسولنا العظيم عندما هجمت الاحباش على الكعبه بأفيالها  فقال ” أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه “وكلنا يعرف بقية القصه ولكننا نتجاهل مغزاها الذي اراه ان هناك امورا في هذا الدنيا تخص الدفاع عن دينه ومحرماته وكتابه قد تكفل بها الله عز وجل , وغير ذلك فنحن مسئولون عنه ويجب ان ترتكز هذه المسؤولية عن اللالتزام بقواعد الدين من عبادات وعدم ايذاء النفس او الغير

وبما يخص وطني الحبيب فأنني ارى فتنة تطل برأسها عبر نافذة الدين وهي فتنة ستأكل ماتبقى من جسم الوطن المهترئ والمنهك من الماضي الملئ بالفتن والاقتتال وغيرها من المسميات .  رسالة اوجهها لرجالات الدين جميعا في الوطن ان يبتعدوا عن مايدور ولا يتذرعوا باسم الدين للتدخل في فتنة مشتعلة هناك باسم شمال وجنوب وكفانا فتن …. كفانا فتن …. فارحموا شعبنا وارحموا بلدنا ….. وإلا فان عقاب الله شديد

محمد جبر

وندسور في 28 فبراير